حظي موضوع تعلق الطفل بأمه بانتباه العلماء وقامت العديد من الدراسات لرصد طبيعة الارتباط والتعلق وسن تكوينه وآثاره على المدى القريب والبعيد وكانت
تجربة العالم هارلو هي واحدة من أهم الدراسات لرصد أثر تواجد الأم في حياة الطفل وأثر الارتباط بها
–والتي نراها في الفيديو المرفق
وقد استخلص هارلو من تلك التجربة
أن توجه الطفل لا يكون لمن يغذيه عند إحساسه بالخطر أو عند حاجته للحب والأمان فهناك عوامل أخرى أعمق بتكوين الارتباط و كما نلاحظ في العرض أن الطفل يتجه للأم القماشية ذات الملمس الناعم التي تحتضن وتقدم الحب.
وقامت كذلك إينزورث بتصميم إجراء لقياس نوع التعلق عند الأطفال الذين أعمارهم سنة إلى سنتين
ويعرف باسم الموقف الغريب،
يتم ذلك من خلال ملاحظة الطفل عبر الزجاج دون أن يشعر في غرفة غير مألوفة لديه، تحوي ألعابًا ومقاعد في خطوات تتضمن دخول الأموالطفل للغرفة، ثم دخول شخص غريب، وترك الطفل مع الغريب، ثم عودة الأم، ثم ترك الطفل لوحده وهكذا ضمن خطوات مقننة، ووصلت في تجاربها وبحثها إلى عدة أنواع من الارتباط.
أنواع تعلق الطفل بأمه:
استخلص العلماء من الدراسات أربع أنواع لتعلق الطفل بأمه كالآتي
١-الارتباط الآمن:
يكون الطفل مطمئن عندما يدخل مع أمه يجلس قليلًا بجوارها، ثم يبدأ عملية اكتشاف الغرفة، وعندما تريد الأم مغادرة المكان فالطفل يبكيويعارض ذلك، وإن عادت يعود لها ويحتضنها. يعني أمه مركز أمان عنده.
٢– الارتباط المتردد القلق:
هنا يكون الأطفال قلقون عندما يدخلون مع أمهاتهم، ويلتصقون بها عندما تجلس على المقعد، ولا يقومون باكتشاف الغرفة، وعندما تريد الأممغادرة المكان يبكون بكاءً شديدًا ولكن عندما تعود يتجهون نحوها إلا أنهم يتوقفون قبل الوصول إليها وكأنهم لا يريدون حضنها، وربمايقومون بدفعها أو ضربها عند محاولتها الاتصال الجسدي معهم.
٣– الارتباط التجنبي:
لا يبدون أي ارتباط بالأم، ويسارعون فور دخولهم للغرفة للعب والاستكشاف، وفي حال غادرت الأم لا يبالون بها، وحتى وإن بكوا فإن ذلك كونهم وحيدين وليس لمغادرة الأم بحد ذاتها، وعندما تعود الأم لا يبالون بها، وعندما تحملهم أمهاتهم لا يقاومون ولكن لا يظهرون تعلقًا.
٤– الارتباط الغير منتظم:
تظهر عند هؤلاء الأطفال تصرفات متناقضة، وسلوكهم غير منتظم، هم مدركون حاجتهم للأم لكنهم يخشون منها، والدراسات تفيد أن سببذلك هو معاناة واجهها الطفل مع الأم إما من خلال إهماله أو إيذاءه – ضرب، صراخ، تعنيف……..-
نتائج الدراسات حول الارتباط والتعلق:
١– يمر الأطفال بالمراحل الآتية عندما ينفصلون عن أمهاتهم:
أ– الاحتجاج والبكاء والصراخ والركض في أجراء الغرفة محاولين العثور على الأم.
ب– اليأس حيث يظلون يفكرون في الأم دون أن يبحثوا عنها ويبقوا ساكنين ولا يلعبون بشيء ويبدو عليهم الأسى، هنا يستثارون بسهولة لوظهر ما يذكرهم بأمهاتهم.
ج– بعد عدة أشهر يبدو على الطفل أنه نسي أمه، يبدأ بالتفاعل مع الآخرين، إلا أن ذلك لا يعني أن آثار الانفصال اختفت، وملاحظ أن هؤلاءالأطفال يتجنبون تكوين أي ارتباط نفسي جديد – ربما خوفًا من تعرضهم للفقدان من جديد–
وفي حال عادت أمهاتهم فإن الطفل لا يبدي أي اهتمام بها ولا يحاول الذهاب إليها وكأنه نسيها.
في حال كان هذا الانفصال عن الأم لعدة أشهر وليس خلال الفترة الحساسة فإن الأم يمكن أن تعيد العلاقة تدريجيًا، أما في حال كان خلالالفترة الحساسة أو كان تركها فترة طويلة فيصعب تلافي الآثار.
٢– تعلق الطفل بأمه يقل تدريجيًا:
بعد ثلاث سنوات يتقبل الأطفال ابتعاد أمهاتهم عنهم لفترات قصيرة دون تذمر، ويشغلون أنفسهم باللعب.
٣– هناك علاقة بين نوعية الارتباط التي كونها الطفل خلال مرحلة المهد وتوافقه النفسي والانفعالي في سنواته اللاحقة.
الآثار بعيدة المدى للارتباط:
الأطفال المرتبطون ارتباطًا آمنًا يكونون أسوياء في علاقتهم مع الآخرين، وأكثر صبرًا في أداء أعمالهم وفي حلهم للمشاكل قبل الالتحاقبالمدرسة وبعدها، بينما يحدث العكس للأطفال الذين لم يكونوا ارتباطًا أو كان ارتباطهم قلقًا أو تجنبيًا.
ختامًا
مما سبق نلاحظ أن الأم للطفل من الناحية النفسية هي التي يكون معها ارتباطًا آمنًا،
فلا معنى لأمٍ ولدته فقط وأوكلت رعايته لآخرين،
كما أن ازدياد الوقت النوعي الذي تقضيه الأم مع طفلها تلعب دورًا كبيرًا في إنشاء علاقة ارتباط آمنة فاحتضان الطفل ومداعبته وملاطفتهوتقبيله هو المطلوب بين الأم وطفلها.
اطلع على موقع المدرسة العربية الافتراضية في اليابان
اقرأ أيضًا: