
ما أنواع القراءة حسب الأداء؟
بداية لا بد من الإشارة إلى تعريف القراءة كما تناولها الخبراء والمختصون، وننقل تعريفا للمختص (بيتر شيفرد) الذي ترجمه أحمد هوشان عن تعريف القراءة إذ يقول عنها: بأنها ترجمة لمجموعة من الرموز ذات العلاقة فيما بينها والمرتبطة بدلالات معلوماتية معينة، وهي عملية اتصال تتطلب سلسلة من المهارات.
أما عن التقسيمات الخاصة بالقراءة وأنواعها، فإنه يمكننا القول بأنه جرت العادة على تقسيم القراءة حسب الأداء إلى عدة أنواع، ومنها:
- القراءة الصامتة: وهي من أكثر أنواع القراءة شيوعا وبخاصة لدى الفئات العمرية العليا، حيث تركز هذه القراءة على توظيف العينين مع تركيز إعمال العقل في فك الرموز البصرية المتمثلة في الحروف.
- القراءة الجهرية: ويطلق عليها أحيانا القراءة الجاهرة، كما أن هذا النوع يستعمل مع بدايات التعلم القرائي بشكل أساسي، ويبقى أساسا في كل المراحل، إلا أنه يتم إضافة إليه العديد من المهارات الأخرى مع كل مرحلة متقدمة، مثل: التنغيم والنبر الصوتي وغيرهما.
أيهما يناسب الأطفال؟ القراءة الصامتة أم الجهرية؟
عادة يبدأ في تدريس القراءة الصامتة في بداية المراحل المدرسية الابتدائية العليا، فنحن نتحدث هنا عن طفل ملتحق بمدرسة نظامية وقد بلغ من العمر تسع سنوات فما فوق.
وربما إذا أمعنا النظر في مزايا القراءة الصامتة من إعمال مكثف للعقل، والقدرة على السفر بعيدا إلى ما وراء المعرفة، نجد أنها لا تناسب الفئات العمرية الأولى بالقدر الذي تناسبهم فيه القراءة الجهرية بحذافيرها.
ومن هنا يمكننا القول بشكل صريح بأن القراءة الجهرية تناسب الأطفال من بداية مراحلهم التعليمية حتى بداية المرحلة المتوسطة أو ما بعد السنة التاسعة.
أنواع القراءة حسب الغرض من القراءة
يوجد تصنيف آخر للقراءة وذلك وفقا للغرض الذي من أجله نقرأ، وذلك حسب الآتي:
- القراءة السريعة: وهي عبارة عن الخطف البصري الذي يتم من خلاله تحويل الرموز الحرفية بواسطة الناقلات البصرية إلى رموز ذات معانٍ يتم ترجمتها إلى لغة مفهومة منطوقة، أو لغة في وراء جدار العقل عن طريق القراءة الصامتة، وتظهر القراءة السريعة في حياتنا بشكل عفوي من خلال قراءة اللوحات في الشارع، وشريط الإعلانات في التلفاز وغيرها الكثير من المواطن التي تكون القراءة فيها عشوائية دون تخطيط سابق.
- قراءة تشكيل الفكرة العامة: في هذا النوع من القراءة نرتقي درجة بسيطة عن النوع السابق، فإذا كانت القراءة السريعة عملية آلية تتم دونما قصد مسبق، فإن قراءة تشكيل الفكرة العامة تكون سريعة أيضا لكن نجد أنَّ وجود هدف ناشئ للحظة يجعلها أكثر دقة من سابقتها، وإذا أردنا التمثيل على هذا النوع من القراءة، فإن قراءة التقارير والنشرات الإخبارية وغيرها يكون خير مثال وشاهد.
- القراءة لجمع المعلومات: نحتاج هذا النوع إذا كنا قد طلبنا من أطفالنا الرجوع إلى كتاب معين أو مصدر من مصادر المعرفة، وهذا يتطلب مهارة التصفح السريع والدقة إلى جانب سرعة البديهة والملاحظة.
- قراءة المتعة: لعل هذا النوع يكون الأكثر شيوعا لدى الأطفال وذويهم أيضا، فأحيانا نقرر مكافأة أطفالنا من خلال شراء قصة طريفة لطيفة لهم، وهذا هو بعينه القراءة بغرض الاستمتاع، ويمكن كذلك استغلال هذا النوع من القراءة من أجل تحفيز الجانب القرائى لدى الأطفال.
- قراءة النقد والتحليل: إذا وصلنا مع طفلنا إلى مرحلة متقدمة من مراحل القراءة، فإننا نأخذه إلى محطة متقدمة جدا تتطلب منه تفكيرا وجهدا عقليا ليس بسيطا، ويتمثل ذلك في الطلب من الطفل أن يلخص قصة قرأها، أو أن ينقد شخصيات وأحداث قصة أو مشهد اطلع عليه.
وفي نهاية مقالنا يمكننا القول بأن أنواع القراءة المختلفة سواء أكانت وفقا للغرض أم للأداء، فإنها طريق ناجع لصناعة الجيل القارئ الذي يجعل من عقله ميدانا للأفكار الهادفة.
اقرأ أيضا:
ليحصل طفلك على فرصة تعلم القراءة مع معلمين محترفين ما عليك سوى زيارة المدرسة العربية الافتراضية في اليابان