يتم التقييم في التعليم المنزلي بواسطة المعلم المسؤول، والذي يكون في أغلب الأحيان هو الأم! وفي هذه الحالة، قد تصبح عملية التقييم معقدة بعض الشيء، لأن تقييم ابنك أو ابنتك بنفسك ليس بالأمر السهل. فلا يوجد معيار خارجي يمكنك مقارنة أداء طفلك به، وغالبًا ما لا يكون لديك فكرة عن مستوى أداء الأطفال الآخرين، مما يجعل الطريقة التقليدية في التقييم غير مناسبة دائمًا.
في التعليم المنزلي، يصبح من الأهم أن نقيّم ما إذا كان الطفل قد فهم المادة الدراسية التي يتعلمها. ويتضمن هذا ضمنًا أنه إذا لم يفهم الطفل شيئًا، فإنك ستقومين بإعادة شرحه مرة أخرى. هذا يصب في مصلحة الطفل من ناحيتين: أولًا، يعلم الطفل أنه إذا لم يستوعب موضوعًا ما، فسيُعاد شرحه له حتى يتمكن من فهمه تمامًا. ثانيًا، يدرك أنه بعد أن يتقن الموضوع، سيحصل على التقدير الكامل مقابل جهده. والحصول على مكافأة كاملة على الجهد المبذول هو دافع كبير للأطفال.
عند تقييم قدرات طفلك، لا تسمحي للمشاعر أن تطغى على المنطق. لا تستسلمي للبكاء أو مقاومة طفلك لموضوعات معينة. إذا كانت هذه المهارات ضرورية، فعليكِ كمعلمة (وليس فقط كأم) أن تعيدي تدريس الموضوع مرارًا حتى يُفهم تمامًا. قد يشعر الطفل بالملل أو الإحباط عند التعامل مع مفاهيم صعبة، وربما يُظهر سلوكًا عنيدًا أو متذمرًا. لكن عندما يكون الطفل صغيرًا ولا يدرك أهمية دروسه بعد، فإن من مسؤوليتك أن تساعديه على اكتساب المهارات التي يحتاجها للنمو في المستقبل.
إذا كنتِ تعيشين في ولاية أو دولة تفرض إجراء اختبارات سنوية، فهذا سيساعدك على تقييم مستوى طفلك مقارنة بأقرانه. وحتى إن لم يكن ذلك مطلوبًا، فقد ترغبين في إجراء اختبار سنوي لطفلك. فهذه الاختبارات تكشف أنماط التعلم المختلفة، وقد تُظهر نقاط قوة غير متوقعة أو نقاط ضعف لم تكن معروفة من قبل. مما يتيح لكِ تعديل خطة التعليم لتعزيز الجوانب القوية ومعالجة الجوانب الضعيفة.
وعند تقييم طفلك، احرصي على استخدام أكبر عدد ممكن من الاختبارات الخارجية. فهناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم مواد تعليمية واختبارات مجانية بحسب الفئات العمرية المختلفة، ويمكن تحميلها بسهولة. وهذه وسيلة ممتازة.
وإذا تم تنفيذ التعليم المنزلي بشكل صحيح، فإنه يعزز ثقة الطفل بنفسه، لأنه يتعلم بدافع فضوله الطبيعي. وبالتالي تعكس درجاته مستوى ذكائه الحقيقي.
كيف تُحل هذه التحديات في المدرسة العربية الافتراضية في اليابان؟
في المدرسة العربية الافتراضية في اليابان، نحرص على دعم تجربة التعليم المنزلي بأدوات تقييم دقيقة ومنظمة، دون أن يتحمل الوالد مسؤولية التقييم بمفرده.
يتم إجراء اختبارات دورية على مدار العام، إلى جانب إعداد تقارير تتبّع مفصلة ترصد تطور أداء الطالب أكاديميًا وسلوكيًا. كما يتم تقديم المتابعة المستمرة أثناء الحصص، مما يساعد على فهم نقاط القوة والضعف لدى الطفل، والعمل على تعزيزها معًا. بهذه الطريقة، يستفيد الطفل من مرونة التعليم المنزلي، مدعومًا بجودة التقييم وخبرة المعلمين، في بيئة عربية آمنة ومحفّزة.