نحو جيل رائد في مجتمعه، فخور بهويته
الغيرة

الغيرة

الغيرة هي انفعال طبيعي يعكس صفة إنسانية،

ومن تنتفي لديه الغيرة تنتفي منه صفة إنسانية هامة.

وبما أن الغيرة عند الأطفال غالبًا ما تحدث عند وصول أخ جديد للطفل فسنركز في هذا المقال على هذه الحالة.

الغيرة الانفعال الطبيعي:

المقصود بالغيرة هي غيرة الطفل على أمه من أخ أو أخت جديدين، يتطور هذا الانفعال في سن السنة ونصف تقريبا، ويزداد حدة عند حوالي الثلاث سنوات ونصف.

بعدها يبدأ هذا الانفعال بالانخفاض تدريجيا، لكون الغيرة تتجه لأهداف أخرى غير الأم

من الضروري الانتباه لهذا الانفعال والتحلي بالحكمة في التعامل معه. فعدم الانتباه لغيرة الطفل يترتب عليها أو إعطائها الاهتمام الكافي يترتب عليها أحيانا مشكلات نفسية، ولربما حرصت مشكلات بين الأخوة أنفسهم، ولنا في قصة يوسف عليه السلام وأخوته خير دليل على ذلك.

هدفنا في هذا المقال هو التوجيه الصحيح للتعامل مع شعور الغيرة بهدف التقليل من آثارها السلبية وليس إلغاء الغيرة أو القضاء عليها، فكما ذكرنا هي صفة إنسانية هامة.

١- قبل ولادة الأخ الجديد:

التهيئة النفسية للطفل مهمة جدا قبل ولادة الأخ الجديد ويتم ذلك على الصعيدين الآتيين

أ- إخباره بقرب قدوم أخ جديد

نكرر على مسامعه بين فترة وأخرى أنه عما قريب سيصبح لديه أخ أو أخت، مع تزيين الأمر له بأن نذكر له أمثلة من أصدقائه الذين لديهم أخوة مع ذكرنا له أن بإمكانه اللعب مع القادم الجديد عندنا يكبر.

ب – تزويد هامش الاستقلالية والاعتماد على النفس عند الطفل قبل قدوم الأخ الجديد

بعد ولادة الطفل الجديد على الأغلب تنشغل الأم بالمولود الجديد، وبالتالي ينخفض مستوى اهتمامها بالطفل الأكبر، فيربط الطفل التحولات الجديدة لسلوك أمه معه بقدوم المولود الجديد.

لذا على الأم أن تبدأ تدرب الطفل على تحمل مسؤولية نفسه قبل ولادة الطفل الجديد، فتجعله يأكل ويلبس ويقوم ببعض الأعمال الخاصة به معتمدا على نفسه.

٢- بعد ولادة الأخ الجديد

أ- الثبات في تعامل الأم للطفل الأول في الأشهر الأولى خاصة

فلا تكل الأم مهام طفلها الأول التي كانت تقوم بها بنفسها إلو آخرين، بل تستمر بالقيام بها، بينما يمكنها طلب المساعدة فيما يتعلق بالمولود الجديد. وهذا الأمر من الأهمية بمكان حتى لا يشعر الطفل الأكبر بفقد أهميته ومكانته عند أمه.

ب – الانتباه لرد فعل الأم عندما يقترب الطفل الأكبر من المولود الجديد

عندما يقترب الأخ الأكبر من المولود الجديد تتخذ بعض الأمهات ردود فعل قوية فتقوم بإبعاد الأخ الكبير بحجة أنه سيؤذي المولود الجديد، هذا بحد ذاته افتراض خاطئ، الطفل لن يؤذي أخاه إلا إذا شعر بالغيرة أو التمييز وهذا يستشفه الأخ الاكبر من سلوكيات والديه.

على الأم أن تتركه يلمس أخاه، ويمكن أن تسمح له يضعه على رجليه في حال طلب الطفل ذلك، على أن يكون تحت إشرافها ومراقبتها.

حينما نترك الأخ الكبير يفعل السابق سيشبع فضوله، وكون الطفل في هذه المرحلة العمرية ملول، ستلاحظ الأم بعد فترة أنه انصرف عن أخيه ليشغل نفسه بشيء آخر، ولتتذكر الأم كيف تشتري لطفلها الهدايا الغالية وبعد فترة يمل منها ويتوقف عن اللعب بها، إذن الأمر بالنسبة له مشابه لتلك الألعاب التي سيتركها بعد فترة قليلة من الزمن.

 

ج- العناية بالعلاقة بين الأم وابنها

نعرف تحديدات هذه الفترة بالنسبة للأم، لكن على الأم أن تعمل على صيانة علاقتها بطفلها الأكبر فتخصص له وقتًا نوعيًا يكون فيه الأحضان، القبلات، قراءة قصص، الانخراط معه بلعبة يحبها، ويكون فيها الحوار العام المفتوح مع الطفل ……

على أن يكون ذلك بشكل متكرر خلال اليوم، كذلك إسماع هذا الطفل كلمات إيجابية مدحه، الافتخار به، ترافقه إلى سريره قبل النوم وتخمي له قصة وتقرأ له أوراده.

بمعنى رفع جرعة الحب بين الأم وطفلها ذاك.

د – عدالة التعامل بين الأبناء والبنات:

العدل بين الأبناء أوصانا به الله سبحانه وتعالى، فهو أمر شرعي، قبل كونه مطلبا نفسياً، العدل ليس فقط بالنواحي المادية بل الجانب المعنوي أكثر طلبا من الجانب المادي، هذا الجانب المعنوي يشمل التشجيع، القبلات، الأحضان، الافتخار بالطفل وغيرها، إن حساسية الأطفال تجاه ما سبق تكون عالية، على حين لا يتنبه الأبوان لها.

غيرة المولود الجديد

وكثيرا ما نرى أطفالا ينزوون ويعضون شفاههم أو يقضمون أظافرهم، أو يمصون أصابعهم عندما يرون أمهم تتداعب المولود الجديد، أو يركض باتجاه الأم ويبدأ بضربها وضرب المولود الجديد، أو يحاول أن يقترب منها ويتمسح بها علّها تتنبه له.

إن تراكم مثل تلك المشاعر عند الطفل ستنقلب لعدوانية تجاه المولود الجديد، وإن لم  يتم التنبه لها من قبل الوالدين ربما ترافق تلك المشاعر ذلك الطفل حتى بعز مرور السنوات عليه

ولنا في قصة يوسف عليه السلام وأخوته خير دليل على ذلك.

في المدرسة العربية الافتراضية في اليابان نحرص على عدم مقارنة الطلاب ببعضهم البعض وبالتالي تثار غيرتهم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على أدائهم

سجل طفلك معنا في المدرسة العربية الافتراضية في اليابان 

ليتعلم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم وامنحه فرصة حقيقية للتعلم.

اترك تعليقاً

لمتابعة قراءة المقال