نحو جيل رائد في مجتمعه، فخور بهويته

اللغة العربية لغة الضاد

 


الحمد لله الذي  جعلنا من أمة الإسلام، وجعل اللغة العربية لنا
لسانا، وجعل القرآن العربي لنا كتابا فزادها شرفا وجمالا به
تكلم آدم عليه السلام، وبها يتكلم أهل الجنة فلا عجب أن تكون
عنوان الفصاحة والبلاغة وأكثر اللغات ألفاظا وأوسع الألسنة مذهبًا.
وفي حب العربية قال أديب الشعراء أحمد شوقي:

“إِنَّ الذِي مَلأَ اللُّغاتِ مَحاسنًا،

جَعلَ الجَمالَ و َ سرهُ فِي الضَّادِ ”
وتتميز اللغة العربية بأنها الحصن الحصين للهوية العربية الإسلامية، وتعد اللغة العربية أقدم اللغات ومع ذلك فما زالت تحافظ على خصائصها اللغوية ونحوها وصرفها بدون تحريف أو تبديل بل على العكس فهي التي أثرت على غيرها من اللغات
الكريم كيف لا وهي لغة القرآن محفوظة بحفظ الله لكتابه قال الله تعالى  ” إِنَّا  نَحْنُ نَزَّلْنَا الذ ِكْر َ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ”
تحدى الله بألفاظها العرب عامة وقريش خاصة براعتهم في العربية فتحداهم الله من جنس ما برعوا به بأن يأتوا ولو بآية مثله فعجزوا فكانت
آيات القرآن هي معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة  إلى قيام الساعة.

 

اللغة الخالدة

والعربية لغة دقيقة المبنى واسعة المعنى فالحرف الواحد فيها له دلالة بل والحركة الواحدة كفيلة بتغير المعنى فعندما نتأمل قول الله تعالى
(إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِن ْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
فالفتحة في لفظ الجلالة تدل على أن العلماء يخشون ربهم بسبب علمهم بالله فهم أكثر الناس خشيةً، ولو قرأها أحدهم  بالضم ( اللهُ) لتغير المعنى تمامًا وفسد فيصبح
أن الله هو الذي يخشى من العلماء حاشاه تعالى.
و كما ورد في مقالة للكاتب والفيلسوف المصري مصطفى محمود بتصرف، أن العربية هي أصل اللغات
فعلى سبيل المثال لا الحصر:
عندما نتأمل كلمة
(كهف) في اللغات الأخرى نجدها في الإنجليزية  والفرنسية
(Cave)  وفي الإيطالية (Cava) وفي الآتينية
(Cavus)
والشبه بينهم واضح فكل هذه اللغات اشتقت هذا اللفظ من اللغة العربية.
وورد في
كتاب عنوانه “اللغة العربية أصل اللغات”.. والكتاب بالإنجليزية
للمؤلفة تحية عبد العزيز إسماعيل أستاذة متخصصة في علم اللغويات
أن السبب الأول في أن العربية هي أصل اللغات
هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة اللاتينية
تحوي سبعمائة جذر لغوي فقط، والساكسونية تتضمن ألفا جذر! بينما العربية فتشمل ستة عشر ألف جذر لغوي،

يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل والاشتقاق والتركيب.. ففي الانجليزية مثلا لفظ
(Tall) بمعنى طويل والتشابه بين الكلمتين في النطق واضح، ولكنا نجد أن اللفظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد (طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل.. ) إلخ،  بينما اللفظ الإنجليزي
( Tall) لا يخرج منه شيء فلا عجب أن تكون العربية هكذا وهي اللغة التي حباها الله حرفا خالدا فتضوعت عبقا على الأكوان ومما لا شك فيه أن تعلم العربية والتمسك بها واجب علينا فالكتاب والسنة فرض، ولا يُفهم إلا بفهم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولذا كان علينا تعلم العربية وتعليمها لأطفالنا

وقال أمير المؤمنين عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضيَ اللهُ عَنْهُ “تَعَلَّمُوا الْعَربِيَّةَ، فَإِنَّهَا تَزيدُ فِي الْمُرُوءَةِ وتُثَبتُ الْعَقْلَ”

وقد حرصت المدرسة العربية الافتراضية في اليابان على نشر وتعليم العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم للأطفال في المغترب لأنها الأساس لتنشئة جيل فخور ومعتز بهويته

لغتي و أفخرُ إذ بليتُ بحبِها
فهي الجمالُ و فصلُها التبيانُ
عربيةٌ لا شك أن بــيــانــهــا
متبسم ٌ في ثـغــره القــرآنُ

 

اترك تعليقاً

لمتابعة قراءة المقال