عندما ينشأ الأطفال على صفحات الإنترنت

عندما ينشأ الأطفال على صفحات الإنترنت

عندما ينشأ الأطفال على صفحات الإنترنت
الكثير من الآباء يشارك صور أطفاله على وسائل التواصل وغيرها, سنتعرف في هذا المقال لماذا يشارك الآباء هذه الصور وهل يا ترى هذا العالم الذي يتم النشر فيه عالم آمن للطفل لنقرأ معًا:

١-لماذا يشارك الآباء صور أبنائهم على صفحات التّواصل الاجتماعيّ؟
٢- ما نوع الصّور الّتي يشاركها الآباء؟
٣-ما المخاطر الّتي تقع للطّفل جراء نشر صوره؟
٤-ماذا عن خصوصيّة الأطفال؟

عندما ينشأ الأطفال على صفحات الإنترنت يرتبط تقديرهم لذواتهم بعدد الإعجابات التي تحصدها صورته
تصبح دوافع الطفل خارجية بدلًا عن كونها دوافع داخلية٥-هل العالم الرقميّ آمن للطّفل كي أنشر صور أطفالي عبره؟

شاع نشر صور الأطفال من قبل آبائهم على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعيّ في السّنوات الأخيرة، وهناك العديد من الدّراسات الّتي ترصد مخاطر تلك الظّاهرة.
ففي عام ٢٠١٤ أجرى مركز الاستطلاع الوطنيّ للمشفى الوطنيّ للأطفال التّابع لجامعة ميتشغان الأمريكيّة بحثاً على ٥٦٩ والد ووالدة لرصد ظاهرة نشر صور الأطفال وتبين أن ٥٦٪؜ من الأمهات و ٣٤٪؜ من الآباء يشاركون معلومات والدية عبر وسائل التّواصل.
كما أنّ
٥٦٪؜ من الصّور الّتي شاركها الوالدان كانت محرجة للأطفال
٥١٪؜ كانت المنشورات تعطي معلومات خاصّة عن الأطفال أو تحدّد موقعهم.
٢٧٪؜ كانت صور غير لائقة للأطفال.
وغيرها العديد من الدّراسات الّتي تحلّل ما ينشر عن الأطفال…
ماذا يعني ذلك؟
يعني أنّ الوالِدَيْن يساهمان بتشكيل هوّيّة رقميّة للأطفال وربّما تكون للأطفال وهم بعمر الأشهر أو الأسابيع وهذا يعني بدوره تعرّض الطّفل لخطر انتهاك خصوصيّته.
هناك ظاهرة اسمها القيلولة الرّقميّة
حيث يسوق الغرباء صور الأطفال من الحسابات عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ ويعيدون نشرها عبر الإنترنت كما لو كان طفلهم ويُمنَحُ الطّفل اسماً جديدًا وقصّة جديدة ليبدأ حياة جديدة عبر الإنترنت في مراحل لاحقة.
نشر صور الأطفال تعرّضهم للسّخرية من الغرباء.
فحسب (باركين 2013) هناك مجموعات سرّيّة على الفيس بوك تقوم بسرقة الصّور من الحسابات الأخرى ثمّ يقومون بالسّخرية من أولئك الأطفال وأحياناً يكون الأطفال من ذوي الإعاقة.

للأسف لا يفكر الآباء في كيفيّة تفسير المعلومات الّتي يشاركونها على الإنترنت
والأخطر لا يعرفون متى سينتهي هذا المحتوى الّذي نشروه من العالم الرّقميّ.
حسب ( ريتشارد فوليت) إنّ شيئاً ما يتمّ نشره عبر الإنترنت الآن قد لا يكون مناسباً في المستقبل.

عام ٢٠١٦ قامت ( أنّا بروش) من جامعة سيليسيا في بولندا بدراسة تحت عنوان عندما يولد الطّفل على صفحات الإنترنت: المشاركة كاتجاهٍ متنامٍ بين الآباء على الفيس بوك على ١٦٨ حساب فيس بوك.

أظهر بحثها أن ٧١,٤٪؜ من الآباء كان لديهم ٢٠٠ صديق أو أكثر على صفحات التّواصل
لاحظت الباحثة أنّ خلال ٤ أشهر ( المدّة الّتي تمّ خلالها جمع البيانات)
كان هناك ٢٥٧٢٧ صورة منشورة للأطفال من ضمنها ١٩٤٣١ صورة لأطفال مابين سن ٠~٨ سنوات
شملت الصّور نزهات أو مناسبات للأطفال أو صور وهم يلعبون أو يتناولون وجبات طعامهم كما ركّزت الصّور على وجه الطّفل
وهناك من شارك صور غير لائقة للطّفل كأن تكون على شاطئ البحر أو الحمّام…..
بعض الصّور كان يحوي مواقف مضحكة للأطفال.
في ضوء ما سبق تبقى مشاركة الآباء لصور أطفالهم ظاهرةً مقلقةً لأنّ الآباء تشارك محتوىً خاصّاً جدّاً.
ثانياً لا يعرف هؤلاء الآباء من قد يستخدم هذه المعلومات لأغراضٍ أخرى.
وبالتّالي هم يجعلون أطفالهم هدفاً محتملاً للمتاجرين بالأطفال.
أمّا عن أسباب مشاركة الآباء لصور أطفالهم بحسب بحث ( أنّا بروش)
١- تتأثّر المشاركة بعدد المتابعين لحسابات الآباء وما يقدّمه هؤلاء المتابعون لحسابات الآباء من تواصل اجتماعيّ ومعلومات وشعور بالانتماء وهوّيّةٍ مجتمعيّةٍ ودعم التّواصل الغير هرميّ.
٢- يتحقّق الآباء من صحّة تلك العلاقات من خلال عدد الإعجابات والتّعليقات الّتي يتلقّونها على صور أطفالهم.
٣- نشر صور الأطفال ومتعلّقاتهم يلبّي حاجات الآباء النّفسيّة على المستوى الشّخصيّ، وكذلك القبول الاجتماعيّ لكنّه وبنفس الوقت يفتح الباب أمام المقارنة مع الآخرين من حيث عدد الإعجابات الّتي يتلقّاها الوالدان على صور أطفالهم.
ما أثر أن ينشأ الأطفال على صفحات الإنترنت؟
١- سينشأ الأطفال بمفهوم جديد عن الخصوصيّة حيث سيختفي مفهوم الخصوصيّة بالنّسبة لهم.
٢- من خلال مشاركة الآباء لصور الأبناء سيُنشئ الآباء جيلاً من الأطفال المولودين والنّاشئين تحت وهج وسائل الإعلام واهتمام الجمهور .
٣- سينشأ الأطفال ويشعرون بأنّ العالم يكون فيه ما هو خاصٌّ عامّاً وأنّ مشاركة التّفاصيل الشّخصيّة ممارسة شائعة وطبيعيّة.
٤- تعريض الأطفال لخطر إنشاء الهوّيّة الرّقميّة منذ الصّغر والّتي قد يكون لها عواقب غير متوقّعة الآن وفي السّنوات القادمة، إذ أنّه لا أحد يعرف كيف سيتمّ استخدام هذه المعلومات لتشكيل تجربة الأطفال عبر الإنترنت.
ويتوقّع ( إريك شميدث) أنّه سيسمح لكلِّ شابٍّ يوماً ما بتغيير اسمه من أجل التّنصّل من الماضي الرّقميّ المحرج.

الآن أعزاءنا المتابعين ما رأيكم بنشر محتوى وصور أطفالكم
هل ذلك سيكون آمناً بالنّسبة لهم الآن أو مستقبلاً

أقرأ المزيد من مقالاتنا:

هل المكافأة أسلوب تربوي؟

تجد منشورات متنوعة على الموقع الآتي:
الرئيسة | المدرسة العربية (arabicschools.jp)

اترك تعليقاً

لماذا نشارك صور أبنائنا على صفحات التواصل الإجتماعي؟ وهل هناك من خطورة في نشر صورهم؟ هل العالم الرقمي آمن للأطفال؟ كل ذلك وأكثر نجدها في هذا المقال

لمتابعة قراءة المقال